کد مطلب:239424 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

و أما الرشید
فسیرته تكفی عن كل بیان .. و یكفیه أنه - كما ینص المؤرخون - یشبه المنصور فی كل شی ء الا فی بذل المال [1] ؛ حیث یقولون ان المنصور كان بخیلا ..

و قد تسلط - كالمنصور - بعد مدة من خلافته علی الامور ؛ فأفسد الصنایع، و أحب جمع الأموال [2] .

« و كان جبارا سفاكا للدماء علی نمط من ملوك الشرق المستبدین » [3] .

و قد عسف عامله أهل خراسان، و قتل ملوكها، و وجوه أهلها و أشرافها و صنادیدها، و أخذ أموالهم، فأرسلها الی الرشید، الأمر الذی كان سببا فی انتقاضها علیه [4] .

و كان یعذب الناس فی الخراج، حیث : « أخذ العمال، و التناء، و الدهاقین ، و أصحاب الصنایع، و المبتاعین للغلات، و المقبلین . و كان علیهم أموال مجتمعة ؛ فولی مطالبتهم عبدالله بن الهیثم بن سام، فطالبهم بصنوف من العذاب .. الی أن دخل علیه ابن عیاض ؛ فرأی الناس یعذبون فی الخراج ؛ فقال : ارفعوا عنهم ؛ انی سمعت عن رسول الله (ص) یقول : من عذب الناس فی الدنیا عذبه الله یوم القیامة ؛ فأمر بأن یرفع العذاب عن الناس ؛ فرفع ..» [5] .



[ صفحه 120]



و كان قد ولی رجلا یضرب الناس، و یحبسهم، لیؤدوا ما علیهم من الخراج [6] .

و قال أبویوسف، فی عرض وصیته للرشید بشأن عمال الخراج : » بلغنی أنه : قد یكون فی حاشیة العامل، أو الوالی جماعة، منهم من له حرمة، و منهم من له الیه وسیلة، لیسوا بأبرار و لا صالحین، یستعین بهم، و یوجههم فی أعماله، یقتضی بذلك الذمامات . فلیس یحفظون ما یوكلون بحفظه، و لا ینصفون من یعاملونه . انما مذهبهم أخذ شی ء، من الخراج كان، أو من أموال الرعیة . ثم انهم یأخذون ذلك كله - فیما بلغنی - بالعسف، و الظلم، و التعدی [7] .

و قال : و بلغنی أنهم یقیمون أهل الخراج فی الشمس، و یضربونهم الضرب الشدید، و یعلقون علیهم الجرار، و یقیدونهم بما یمنعهم من الصلاة، و هذا عظیم عند الله، شنیع فی الاسلام .. » [8] .

و بعد .. فقد كان فی قصره أربعة آلاف امرأة : من الجواری و الحظایا [9] .

و كان علی حد تعبیر بعضهم : « حریصا علی اللذات المحرمة، و سفك



[ صفحه 121]



الدماء، و غصب حقوق الناس، و كان ظالما لأهل البیت (ع)، و كانت جوائزه خاصة لأهل اللهو، و اللعب، و المغنین، و الرقصات ..» .

و ستأتی عبارة فان فلوتن عنه فی فصل : آمال المأمون الخ .. فانتظر ..

و حسب الرشید .. رسالة سفیان، التی أرسلها الیه من غیرطی، و لا ختم . و التی تلقی لنا ضوءا علی جانب من سیرته و سلوكه .. و لسوف نثبتها - نظرا لاهمیتها - مع الوثائق الهامة فی أواخر هذا الكتاب ان شاء الله تعالی ..


[1] و لكن لا في سبيل الله، و انما علي ملذاته و شهواته، و علي المغنين و المضرطين كما في رسالة الخوارزمي المتقدمة، و كما ينص عليه أي كتاب تاريخي يتحدث عن سيرته و أفعاله.

[2] التنبيه و الاشراف ص 299.

[3] هذا قول الأمير شكيب أرسلان، في تعليقته علي : حاضر العالم الاسلامي، نقلها عنه : محمد بن عقيل هامش ص 20 من كتابه : العتب الجميل .. و هو من منشورات هيئة البحوث الاسلامية في اندونيسيا.

[4] الوزراء و الكتاب ص 228.

[5] تاريخ اليعقوبي ج 146 / 3.

[6] البداية و النهاية ج 184 / 10.

[7] الخراج لأبي يوسف ص 116 ط سنة 1392 ه.

[8] المصدر نفسه ص 118.

[9] البداية و النهاية ج 220 / 10، نقلا عن الطبري .. و في نفس الجزء من البداية و النهاية و جاء في ضحي الاسلام ج 9 / 1 . أنه : « كان للرشيد زهاء ألفي جارية : من المغنيات، و الخدمة في الشراب في أحسن زي، من كل نوع من أنواع الثياب و الجوهر .. » . و اذن فكيف بالسراري الذين هم أربعة آلاف، و بقية الجواري، اللواتي يحتاج اليهن في كثير من الشؤون .. فالرقم الحقيقي أكثر من أربعة آلاف بكثير، بل لعله يزيد عما كان عند المتوكل، الذي كان يتسري باثني عشر ألف سرية، كما نص عليه الخوارزمي فيما تقدم، و جبور عبدالنور في كتاب الجواري ص 36 من سلسلة اقرأ.